بروشورات المؤتمر
تعد بدايات القرن العشرين الانطلاقة الأولى لظهور الأفكار القومية والحركات التحررية وإلغاء حدود الإمبراطوريات وتأسيس دول قومية في منطقة الشرق الأوسط. والكورد كغيرهم من القوميات الرئيسة فيها، بدأوا بتشكيل تنظيمات سياسية، واجتماعية، وثقافية، ومهنية، من أجل الحصول على حقوقهم القومية.

بعد الحرب العالمية الأولى قام الكورد بحركات وثورات، لكن تلك الحركات المسلحة والثورات لم تدم طويلًا، فلم تحقق أهدافها. رأت الدول الإقليمية (تركيا، إيران، العراق، سوريا)، وكذلك «الدول العظمى» وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا والاتحاد السوفيتي بأن الكورد قد انتهوا كقضية، وربما قبلوا بذلك المستقبل القاتم الذي رسمته لهم للعيش في ظل تلك الدول الأربعة التي تقاسمت أرض كوردستان. ومن يطَّلع على صحافة ذلك العهد يرى بوضوح أنهم توقعوا أن القضية الكوردية صارت في خبر كان، وأن الكورد لن تقوم لهم قائمة.

أما ثورة أيلول التي اندلعت أحداثها في 11 أيلول/1961 بقيادة الزعيم ملا مصطفى البارزاني فتعد أبرز الثورات الكُوردية في القرن العشرين على الإطلاق، إذ مثَّلت صدمة للواقع في الشرق الأوسط، بعدما كان يُحسب بأن القضية الكوردية قد انتهت. كما مثَّلت هذه الثورة التي دامت أربعة عشر عاما منعطفًا حيويًا بالنسبة للحركة القومية الكوردية. وفي الوقت نفسه شكلَّت خطرًا على الدول الأربع المقسِّمة لأرض كوردستان، فلم تكن ثورة أيلول مجرد ثورة عابرة، بل كانت بمثابة السند الذي استند عليه الكورد للعودة والمطالبة بحقوقهم القومية المشروعة. وربما لا نبتعد عن الحقيقة إذا قلنا إن ثورة أيلول التي اندلعت في كوردستان العراق شارك فيها الكورد من جميع أجزاء كوردستان، وهذا الأمر أخرج الثورة من تقوقعها المحلي أو المناطقي إلى ثورة كوردستانية مسلحة، طالبت بالحقوق القومية للكورد: كالهوية، واللغة، والحدود؛ لذا فقد تميزت عن غيرها بمزايا، ويمكن ذكر بعضها:-

 

  • أطول ثورة كوردية في تاريخ الحركات السياسية الكوردية المسلحة.
  • الثورة الوحيدة التي استطاعت أن تشمل كل جغرافية كوردستان الجنوبية.
  • أول ثورة كوردية قادها حزب سياسي.
  • شارك فيها جميع الفئات الاجتماعية والسياسية والثقافية الكوردية.
  • كان لها تأثير في أجزاء كوردستان الأخرى.
  • استطاعت من الناحية الدبلوماسية أن تقيم علاقات مع عدد من الدول والحركات السياسية العراقية والإقليمية والعالمية.
  • استطاعت إلى حد ما ايصال صوت الكورد الى الرأي العام العالمي.